شخصيات

الشهيد القائد إياد الحسني عُمرٌ من الجهاد والمقاومة

الشهيد القائد إياد الحسني  كان أحد أبرز قادة سرايا القدس كما كان مطلوبًا لإسرائيل وأمريكا لأكثر من 27 عامًا، حيثُ أشرف على عمليات نوعية وهامة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، ولعب دورًا هامًا في تطوير المقاومة الفلسطينية. وكان المسؤول عن وحدة العمليات المركزية في سرايا القدس.

الحياة المُبكّرة

وُلد الشهيد الحسني في سبعينات القرن العشرين لأسرة من قرية حمامة-عسقلان ولاجئة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة. عاشَ إياد في كنفِ عائلة منخرطة في صفوف المقاومة، حيث اغتيلَ شقيقه الأكبر زكي في لبنان عام 1976، واعتُقل أخوه محمد لـ 26 عامًا في سجون الكيان الصهيوني. أصبحَ إياد في شبابه من الدعاة إلى الانخراطِ في الفعل المقاوم، قبل أن ينضمَّ فعليًا للعمل الحركي والإسلامي من بوابة حركة الجهاد التي تنقَّلَ فيها في عددٍ من المواقع الحركيّة والميدانية.

مسيرته العسكريّة

البداية

التحقَ القائد الكبير إياد الحسني بحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وكان من أبرز مؤسسي الذراع العسكري للحركة عام 1988، والتي كانت تُعرف آنذاك باسمِ «القوى الإسلامية المجاهدة» وهو أول جهاز عسكري للجهاد. سُرعان ما ترقى الحسني في صفوفِ حركة الجهاد الاسلامي حتى صار في وقتٍ ما عضوًا في المجلس العسكري لسرايا القدس، كما أصبحَ المسؤول عن وحدة العمليات في حركة الجهاد الإسلامي.

الهجمات والمقاومة

زادت شهرة إياد الحسني حين أشرفَ على التخطيطِ لعملية بيت ليد وهي واحدة من أبرز وأهم العمليات الفلسطينية ضدّ إسرائيل. كانت العملية مزدوجة في صبيحة يوم الأحد الموافق لـ 22 من كانون الثاني/يناير عام 1995 وأسفرت عن مقتل 22 جنديًا صهيونيا وإصابة 63 آخرين، بينهم 20 بجراح خطيرة. اعتُبرت هذه العمليّة من بينِ أقوى العمليات التي طالت جيش الاحتلال الصهيوني، بل سمَّتها صحيفة يديعوت أحرنوت العبريّة «أقسى العمليات التي استهدفت الجيش الإسرائيلي داخل الخط الأخضر». أشرف إياد الحسني كذلك على عملية الرد الأولي على اغتيال الأمين العام لحركة الجهاد فتحي الشقاقي، وهي العملية التي عُرفت باسمِ عمليّة ديزنغوف في 7 نيسان/أبريل 1996 في شارع ديزنغوف في تل أبيب، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 100 جندي إسرائيلي.

الإشراف والتخطيط

يُعتبر الحسني من أول الشخصيات التي مارست الاشتباك من نقطة الصفر ضد جنود الاحتلال، حيث شارك وأشرفَ على مئات عمليات إطلاق النار، والتي كانت أبرزها عمليتيّ إيرز وموراج التي اغتنم خلالهما الحسني أسلحة إسرائيلية وقتل فيها جنودًا وضباطًا صهاينة. عمل أبو أنس الحسني على تطوير المقاومة الفلسطينية من خلال تسليحها وإدخال السلاح لها بكافة أنواعه، خصوصًا أنه كان على علاقةٍ قوية مع فصائل مسلّحة أخرى في المنطقة، وعلى تنسيقٍ جيد بما يخدمُ حركات المقاومة في فلسطين، كما أنه ساهم في تدريب مئات العناصر من سرايا القدس وفصائل فلسطينية أخرى، من خلال إرسالهم إلى سوريا وإيران ولبنان.

الاغتيال

نجا الحسني من خمس عمليات اغتيال سابقة، قبل أن يستطيع الكيان الصهيوني اغتياله في المرة السادسة حينما أغارت على شقّة سكنية في حيّ النصر بمدينة غزة وكان الحسني بداخلها ما تسبَّب في شهادته. جاءت العمليّة الصهيونية التي أطلقها الكيان الصهيوني ضدّ قادة الجهاد الاسلامي والتي سمَّتها عملية السهم الواقي حيثُ اغتالتَ فيها 6 قادة من الجهاد الاسلامي من بينهم إياد الحسني مسؤول وحدة العمليات في سرايا القدس.

زر الذهاب إلى الأعلى